22 Feb
22Feb

لو تعلم تلك الصحراء بداخلكِ
حجمَ الندم الجاثمِ في قلبي
لاختارت أن تُحرقَ تاريخَ علاقة وَهمٍ حمقاءْ..
أشجارُ الشارع كانت ترقبني
حين أجرُّ ورائي زمناً تثقله الخيبةُ
صوب محطة (لاهاي) لأمضي نحو سرابٍ
في (لايدن) .. ما أتعسني..!
كم هو أعمى
من يبحث عن حبٍّ أفلاطونيٍّ
في عرض الصحراء..!
*****
في (بوسهاوزر كادا)
ليس هناك سوى جسدٍ فضيٍّ
يتلوّى تحت الضوءِ الأحمر
يشنقُ أيامي بالعطرِ الماكرِ
يترك في صدري حزناً أزلياً
وشظايا حلمٍ
وركام..
*****
ويلاحقني وجهكِ في كل محطات العالم..
أهربُ منكِ إليكِ
قطارُ العمرِ يمرُّ.. وهذا الناي ينوح..
وجهُكِ طيفٌ
يظهرُ حيناً
في نافذةِ المترو الملأى
بضبابِ صباحٍ مجروحْ
يتلاشى
بين الشارع والمقهى..
يتركُ فوق الأفقِ سؤالاً
كيف سرقتِ الأحرف من بين سطوري
كيف استوطنتِ الروح؟!..
*****
ليلةَ نمتِ على صدري
استيقظ في أوردتي ألف ربيعٍ من ورقٍ
وتوهمتكِ سرّ خلاصي
من قاع العتمةِ يا امرأة الزمن القادم..
صوت الناي الباكي أيقظ في رئتي بغداد بهيبتها
زَلزَلَ أرض الشوق النائم..
لكني في لحظات رحيلي
يعصرني ندمٌ قاسٍ
كيف وهبتكِ مفتاح أحاسيسي
كيف استأمنتكِ في الليل على شمسٍ
لايطفؤها برد أمستردام ولا الغيمُ القاتم؟!
*****
يا امرأةً فقدتْ في الشارعِ نِصفَ هويتها
واغتالت عبقَ العشقِ العُذريِّ بخنجر قَسوتها
والعُشاق نيام..
سأقايضُ حبةَ منعِ الحمل بعمري
كي لاتولد من صُلبي متسكعةٌ
أو حشاشٌ
يوقظه الكنّاس صباحاً من غفوتِهِ
في طرقات أمستردام..

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة