شكراً لهذا الدرسِ رغمَ مجيئه متأخراً
لا ضَيْرَ في التأخيرِ،
حتى الموتُ قد يتأخرُ…
شكراً لكلِّ الذكرياتِ، كأنهن خناجرٌ في الرملِ
والصحراءُ تحيا في ضلوعي،
هل يضرُّ الخنجرُ؟!
شكراً لهذا الشيبِ يغزو – تحت جنح الحزن – رأسي
حين يبصقُ فوقَ أقنعةِ الرياءِ
وكلِّ أعوام السذاجةِ والغباءِ..
شكراً لغدركِ عندما قابلتُ غدركِ بالوفاء..
شكراً لعينيكِ اللتينِ إليهما
ما عادَ زورقُ أمنياتي يُبحرُ..
لكنني يا مَن نحرتِ الأغنيات بداخلي لا اُكسَرُ..
سَتَرَينَنِي يَوماً وقد شيّدتُ من ألَمي جُسوراً
فَوقَ قُطبِ الشمسِ
يُعطيني اغترابي قوةً لا تُقهَرُ..
سترينَ يوماً ما بقايا كبريائكِ عندما تتبعثرُ..
وستعلمينَ بأن ثمّةَ في سمائكِ نورُ نجمٍ غابَ
وانطفأت بِغَيْبَتِهِ أقاصيصُ الصباحِ
وتاهت الكلماتُ.. ماتَ الدفترُ..
وستعلمين بأنني كالموت..ِ لا أتكررُّ..
(قصي صبحي القيسي)