22 Feb
22Feb

شكراً لهذا الدرسِ رغمَ مجيئه متأخراً  
‎لا ضَيْرَ في التأخيرِ،
‎حتى الموتُ قد يتأخرُ…
‎شكراً لكلِّ الذكرياتِ، كأنهن خناجرٌ في الرملِ
‎والصحراءُ تحيا في ضلوعي،
‎هل يضرُّ الخنجرُ؟!
‎شكراً لهذا الشيبِ يغزو – تحت جنح الحزن – رأسي
حين يبصقُ فوقَ أقنعةِ الرياءِ
‎وكلِّ أعوام السذاجةِ والغباءِ..
‎شكراً لغدركِ عندما قابلتُ غدركِ بالوفاء..
‎شكراً لعينيكِ اللتينِ إليهما
‎ما عادَ زورقُ أمنياتي يُبحرُ..
‎لكنني يا مَن نحرتِ الأغنيات بداخلي لا اُكسَرُ..
‎سَتَرَينَنِي يَوماً وقد شيّدتُ من ألَمي جُسوراً
فَوقَ قُطبِ الشمسِ
‎يُعطيني اغترابي قوةً لا تُقهَرُ..
‎سترينَ يوماً ما بقايا كبريائكِ عندما تتبعثرُ..
وستعلمينَ بأن ثمّةَ في سمائكِ نورُ نجمٍ غابَ
وانطفأت بِغَيْبَتِهِ أقاصيصُ الصباحِ
وتاهت الكلماتُ.. ماتَ الدفترُ..
‎وستعلمين بأنني كالموت..ِ لا أتكررُّ..

(قصي صبحي القيسي)

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة