22 Feb
22Feb
على صفعات الحياة التي أوجعت ذكرياتي..   
على العاصفات التي أغرقتْ في بحار الأسى أمنياتي.. 
على قرقعات الحروب التي ضاعَ فيها صدى أغنياتي..   
على كلِّ قافلةٍ عُدتُ فيها أجُرُّ الخسارةَ، خالي الوفاض.. 
لديَّ اعتراض.. 

على لحظاتِ وداعٍ بينَ المطاراتِ.. 
بينَ أسِرَّةِ مُستشفياتِ.. 
وبين قبورٍ تُواري الحنانَ ودِفءَ الحكايا.. 
وبين ظلالٍ تُوَزِّعُ أنفُسها في الزوايا.. 
وبين وجوهي العديدةِ فوق حطامِ المرايا.. 
على الصدمات التي اصطبغ الشَعرُ فيها بهذا البياض.. 


لديَّ اعتراض.. 
على كُلِّ جُرحٍ بذاكرةِ الوردِ لم يندمِلْ.. 
وقِصَّةِ عشقٍ أرادَ لها قدري أن تموتَ ولا تَكتَمِلْ.. 
على كُلِّ هذا الأسى أعترِض،   لم أعُدْ أحتمِلْ.. 
على كُلِّ سطرٍ مِن الإنكسار، 
وحُزنٍ يرافقني مُنذُ بدءِ الخليقهْ،   
يُطوّرُ جِيناتَهُ، ليس يرضخُ للإنقراض.. 
لديَّ اعتراض.. 

على نِصفِ عشقٍ  تَبَعثَرَ فوقَ رصيفِ عذابي 
وهذي المواويل حين تُلملمُ أشلاءها 
لتُصبحَ غولاً أنيقاً يُطلُّ على سنواتِ اغترابي 
على كُلِّ هذا الخريف الطويل المُنَدّى بدمع الفصول.. 
على كُلِّ هذا الذبول.. 
وانطفاءِ شبابي..
 ورحيلي الشبيهِ بِعُسْرِ المخاضْ..   
لدي اعتراض..   
أريدُ البكاءْ.. 
أريد الصراخَ بصوتٍ يهزُّ عنان السماءْ : 
لديَّ اعتراض 
لديَّ اعتراض.. 

(قصي صبحي القيسي) 


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة