قصي صبحي القيسي
عند بزوغ الفجرِ الباكي
فوق مدائنِنا الصفراء..
أتمشى كفقيرٍ
ينبشُ ما أبقاهُ الناسُ
على أرصفةِ الليلِ الفائتِ
أبحثُ عن أيامي المطمورةِ
تحت غبارِ الغرباءْ..
أتفحّصُ كلّ الأشياءْ..
غربانُ الصبحِ تُطالعني بعيونِ الريبةِ
ورصيفُ الشارعِ ينكرني
لكني اُكملُ دربي
أتقلّبُ بين روائح لاأعرفها
وظلالٍ لاتُوقظ في ذاكرتي
أيّ حنينٍ لربيعٍ
أطفأه قبل نضوج براعمهِ النديانةِ
موتٌ عابرْ..
أقرأ في جدران الصبح رسائلَ
حفرتها بالأمس شظايا
ألمح فيها بعض بقايا
من أرواحٍ حيرى عبر الأفق تسافرْ..
وأرى لعبةَ طفلٍ في هيأة سيارة إطفاء
وأرى دمية بنتٍ
وضفائر شقراء..
وعلى الأسفلت القاسي
جفّتْ دائرةُ دماء..
بحذاءٍ تثقله الخيبةُ
أتقلّبُ في طرقاتٍ ما عادت تعرفني
بفضولِ الأطفالِ اُطالعُ أوْجهَ أشخاصٍ لاأعرفهم
لا أعرفُ هذا الشارع
وكأني لم أدخلْ قبلاً هذا السوقْ..
أنا مجهولٌ
في هذا الوطنِ المسروقْ..
قصي صبحي القيسي